ستجيء يا صديقي الموت بقلم الشاعر المتألق خالد صابر
ستجيء…
يا صديقي الموت حين سيناسبك هذا أكثر
أما بالنسبة لي فكل وقت للموت ، فهو وقت مناسب و أكثر
يقولون أنني ولدت ساعة كذا ،
يوم كذا ، عام كَذَا …
، و أنا أقول أنني خطوت أول خطوة في رحلة الموت
في تلك الساعة ، في ذلك اليوم ، في ذلك العام…
ولدت…
ساعة معركة كذا, يوم مجزرة كذا ، عام حرب كذا
ولدت فجر حب كذا ، و غروب عشق كذا…
ولدت بجميع الساعات و الساحات،
على شرفات الأماني ، و في أشلاء و شظايا كل الانكسارات
في كل العيون الدامعات ، و المقل الداميات …
***
كانت صرخة الحياة الأولى لحظتها ،
هي نفسها حشرجة الموت الأولى…
و كانت أولى زفرات الاستنشاق
هي عينها أولى شهقات الاستشهاد
البدايات هي دائمًا بدايات النهايات…
الجمرة شرنقة الرماد مهما جذوتها اشتعلت و استعرت
***
يَدِي …
الهادئة الرقيقة،
منذئذ، ممدودة لك بصلابة يا صديقي الموت
، تنتظر بشغف و لهف
أن تصافح يدك المخاتلة المظلمة،
كي…
أنتهي في عتمتك
و أنتشي في لآ نهاءيتك
و لِكي…
أفيق أخيرًا من هذا الليل النافق
و أعبر بلا رجعة هذا النفق الغامق
و أغرق بلا نورس أو ضفة في ذلك النهر الدافق…
لا
ظلامك
يرهبني أيها الموت ،
و لآ
لآ-نهائيتك
ترعبني يا برق الوقت
فما أنت
باب خروج
، و لكنك باب ولوج…
خالد صابر
دبلن، ٢٥ نوفمبر ٢٠٢١
تعليقات
إرسال تعليق