آمال وآهات بقلم الشاعر المبدع الصادق الهلالي


 آمالٌ وآهات...

                الشّاعر الصّادق الهلالي

أُحِبُّ أن أَهْفُـوَ كالطّيـرِ فـوقَ الجِـنـــانْ

أحِبّ أن أرَانـِي سَعيـدا فَـرطَ الحَنـــانْ

لكنّني عندما أتطلّع لحاضرِ هذا الزّمـان

ولِـمَتاهـاتِ كَونِنا السِّـرِّيّ ولَغْـزِ المكـــان

وأذكرُ نَجوايَ بالأسحـار وأيّامَ العنفــوان

تَنهمِرُ الدّموعُ وأجهَشُ بـبُكاءِ مُرّ الأحـزانْ

فتَسَّاقَطُ  مِثل أمطـارِ سَمائنــا بالغُــدرانْ

وأَجهَشُ بنَشِيجٍِ مُرتفع يُرَعِّشُ الأغـصـانْ

كارتجاج السَّفْحِ عند قَصفِ الرّعدِ للكثبانْ

إنّها حَياةُ الارتعابِ لَمّا تنكَسِرُ بها الأفنـان

بُكاءٌ ضَحِكٌ، مطرٌ وأشماسٌ لنا وللحيوانْ

ضحِكُ منتصفِ ليلِنا مثل نهارنا والخِذلانْ

فهلْ أتَعايشُ كئيبا، مع كلّ هذه الأشجانْ؟

إنا كلّ هذا مع مصيبةِ الحَيْن،ِ فاقدُ الاتّزان

ففي أوجِ خَوفي لا يقف دمعي عن السّيلان

ولم أعُدْ أفقَهُ معنى السّعادةِ ومحبّة الخِلاّنْ

ولا يُغريني الغابُ وقَفزاتٌ رشيقَةٌ للغِزلانْ

ولا رفرفةُ الفراشاتِ تَرِفّ، تُغازلُ الأقحوان

ولا أنسَام الخريفِ وطيّبُ ثمار البُستانْ

ولا تغاريدُ الشّحارير تُغنّي أعذبَ الألحانْ

أو ألحانا جميلة ساحرة من عَزف الكروان

ولا لِقاءاتٌ حِذوَ العيْنِ ولا ضَحكات الأخدان

ولا العطرُُ شذِيًّا يضوعُ عند مُرور الحسانْ

ولا أشعّة الشّمس تُدفّئ أوراق شجر الزّانْ

ولا نورٌ من القمر بالأسحار لمّا سهر الخلاّنْ

بعد جولاتٍ بين فِجاجِ غابنا الأخضرِ المُزدَانْ

وخرير ماءٍ بالمنحدراتِ يحاكي به المرجان

لمّا تمتدُّ أيادٍ ناعماتٌ تُجَلّي هُمومَ الحرمانْ

لغِيدٍ عِشنَ يَنعَمنَ بين طَلِّ وظِلال السّنديان

لهنّ قدٌّ ميّاسٌ مُغرٍ قد نحتته ريشة فنّان

كما لا يُنسِيني هذا لَحظَةً عِشتُها فرحان

مع أحبّةٍ بعشٍّ هنيءٍ في قمّةِ فرحةِ الإنسان

فهذه نِعمةٌ وهبَها لي الخالقُ العزيز الرّحمان

وما وقع بدربي لم يَكُ متوقّعا في الحُسبان

فارقَتِ الرُّوحُ أمَّ أولادي، نَقيّةً كالأُرجُوانْ

افتقدتُكُ حِبّي، فأنا حزين كمن فقد الأوطان

 ولكنّ قلبي لن يرضاك نَسْيًا في طيّ النّسيان

                 الشّاعر الصّادق الهلالي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم