الشاعر المتألق مظهر أبو عايد يكتب صلوات أخيرة
صلوات أخيرة
شعر / مظهر أبوعايد
.................
قف هنا واتل الصلاة
يا فؤادى
رب لحدٍ فى ثراه
ضم عطراً من نهودٍ
ورحيقاً من شفاه
قف به واتل الصلاة
كيف تهوى
هذه الأزهار صرعى؟!
بين طيات الثلوج
وشعاع النور يفنى؟!
فى دجى بحرٍ يموج
الردى ملء الروابي
والفيافي والمروج
ما عسى تجدي الصلاة ؟
مد لى كأس الردى
واسقنى ذاك الرحيق
يا يباباً لاح فى جون المدى
وتوارى بين أشباح الطريق
سكرت روحك من صدى
وسلاف من بريق
ذلك الطير وإن غردا
فغداً على النزع يفيق
ذلك القبر كتاب
خط من ماء العبر
ضج كهلُ من شباب
غره غض العُمُر
غالهم كف المنايا
فاستكانوا فى الحفر
أترى الأرحام تهذي؟!
حين تقذف للقبور
جدُ أمواتٍ ولكن
أُلبثوا ثوب الظهور
أرضعوا خمراً بنهدٍ
من جنى الموت العصير
بعد حينٍ سوف تلقى
أنت زياك المصير
بعد حينٍ سوف يمضي
ذلك القلبُ الغرير
ويصير الحب خبزاً
فى فم الدود الحقير
يأكل الأشواق يرعى
فى غيابات الضمير
ما عسى تجدي الصلاة؟!
ليتني ما كنت خلقاً
ليتني كنت العدم
أه لو كنت تراباً
أو خيالاً من سدم
كان أولى من عذاب
كان أولى من ندم
هذه الدنيا قيود مثقلات
علة الروح من لحم ودم
كيف لى إطلاقها
من نافق عىِّ أصم؟
لو ترانى مالك من أمرها
كنت أذروها رياحاً لا ترم
أيها الساعي لحلم
لاح فى جون الخضم
لحظة النزع ارتقبها
غادر الوهم كطيف
جاز سم
ماعسى تجدي الصلاة ؟!
أيها الساعي لحلم
من سراب ترتجيه
قسمة الموت الورى
نحن أطلال بفيه
ما على الأرض يقين
ذاك وهم ندعيه
فتمهل فى السرى
فى فضاءات وتيه
معبر الأرواح طوق
قد من ماء وطين
يحجب الكون ويرجي
روعة النور اليقين
فالتمس كأس المنايا
مرها طوق النجاة
نحو عيش سرمدي
نحو خلد ورفاه
واجعل الألحان
فى الليل صلاة
تتغنى للردى
فى غيابات المدى
عندما تفنى الحياة
قف هنا واتل الصلاة
تعليقات
إرسال تعليق