أضغات أحلام بقلم الشاعر المبدع حمودة سعيد محمود


 أضغـــــاث أحــــلام

*************


الجزء الأول

( رحلة البحث عن طبيب )

معالي الوزيرِ طبيبي الحبيبْ

أتيـــتُ  إليك  بحلم  غريبْ


حلمـتُ  بأني  قتلتُ  صديقا

وخضْتُ طريقًا مخيفًا مريبْ


عشقتُ الخطايا ورقصَ الصبايا

وصرتُ  رفيقًا  لسوقِ  الزبيبْ


شربتُ المخدِّرَ حتى ارتويتُ

وقد صارَ عقلي كثيرًا يغيبْ

***

ظننتُ  بأني  سأنسى همومي

فرحتُ  أخدِّرُ عقلي  الرهيبْ


ولما صحوتُ  وجدتُ صليلًا 

يخزُّ بجسمي كوخزِ الدبيبْ


فرحتُ أجوسُ الديارَ.. وأمضى

لعلى  أقابلُ  يـــومًا   طبيــبْ


ولمَّا  سألتُ  أتاني   الجوابُ

عليكَ صديقي بحمدي نجيبْ


ببرجٍ مَشِيدٍ  ..  تـراهُ هناكَ

يداوى خلايا المخيخِ الكئيبْ


فجهزْ  رحالَكَ   واذهبْ إليهِ

فحمدي لديهِ الدواءُ العجيبْ


أتيتُ إليكَ ..  أزفُّ الأماني

أبوسُ الأيادي لكي تستجيبْ


فظهري  يئنُّ .. وأنفى  يخنُّ

ورجلي تعنُّ وشَعْري يشيبْ


وحلقي يجفُّ .وعيني ترفُّ

وقدْ كنتُ  يومًا بليغًا خطيبْ


فهلَّا وجدتَ علاجًا سريعًا

يُلمْلِم جُرْحى وبالى يطيبْ


فإني  لأعلمُ  علمًا  يقينًا

بأنكَ  أنتَ طبيبي  اللبيب


    الجزء الثاني

( من داحل العيادة )

وصلتُ هناك وكـنت مريضا

بوخز العقـول وسـل العظامْ

عرفتُ العمارة ... بعـد عناءٍ

وكـان الطبيب يصلي القيـامْ

نظرتُ أمامي وجدت صفوفا

كـأنَّهُ حان .... حسـاب الأنامْ

حاولت دخولا بجسمي النحيل

وجدتُ عتاةً ..  طوالا ضخامْ

رجعـتُ لبيتي  وجسمي يئـن

ومـا عـدْتُ أدرك كيـف أنـام

ثلاثون يومـا ... ذهابا إيـابا

وما حانَ عقلي يزور المقام

رصدتُ الممرضَ بعد شهور

فصارتْ أموري تمام  التمام

ذهبتُ إليه ... أريدُ  الدخولَ

أشـاح بوجهي عليك  التزام

جلستُ بـركنٍ  بعيد لوحدي

كأني مـريض  بـداء  الجذام

أتتني الدموعُ  فقلـت  لربي

إلـهي أجــرني بمـوت زؤامْ

شعرتُ بعطس شديد وقيء

كأنَّ بأنفي ... تفشى الزكام

وجدتُ الممرض ينأى بعيدا

وفرَّ الجميعُ بقصـد السـلام

مسكت الدفاتر.. ثمَّ انزويتُ

ورحتُ أرتب وحدى النظام

ولمَّا أتاني الطبيب ..وهبُّوا

بدأت أغني .. بحلو الكـلام

رأيت الممرض يبغي فتاكا

فقلت وكيف مريض يضام

فراح الممرض يتلو نظامي

ورحــتُ أهيمُ بأكل الحمام


       الجزء الثالث

     بين أيدى الطبيب 

ونـادى المنـادى تقـدم إلينا

وجهـزْ نقودك وقتَ الدخولْ

فقلـتُ بصـوتٍ رقيـقٍ مليحٍ

تمهَّلْ صديقي فلستُ عجولْ

ودعني لأكْملَ حزبي ووردي

فحزبي ووردي كثيرا يطولْ

وقبــلَ الجواب رماني بكفٍ

أصابتْ دماغي ببعض الخبول

دخلتُ لأكْشـفَ عند الطبيبِ

فـإني  أراهُ طبيبــا عســول

وبعد ثوانٍ وجـدتُ الطبيـبَ

يـوثِّقُ كفِّي ببعض الحبـول

سألتُ سؤالا فصاح الطبيبُ

عليكم بفيهِ وضبطِ القفـول

عزمتُ هـروبـا بأيِّ اتجـاهٍ

يمينا شمالا بجسمي النحول

فنادى الطبيب رجالا ضخاما

تراهم كحمقى بدون العقول

أشار عليهم بأنْ يحضروني

هجمتُ عليهم هجوم العجول

بسحلٍ وصعقٍ وقعتُ صريعا

كأني أحـارب جيش المغول

ولمــا رآني فقـدتُ مخيخي

أشــار الطبيبُ بـدقِّ الطبول

وبعـد ثوانٍ رجعـتُ لوعيي

ولكنْ وجدتُ بعقلي ذهول

نظرتُ أمامي وجدت الرجال

شعــرْتُ بأني بثـوبي أبـول


شعر / حمودة سعيد محمود

الشهير بحمودة المطيري

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم