أنا ونفسي/الشاعرة الباتول العقاد
********
وأنا أُحاور نفسي
قلتُ لها تعلمي أن تصمتي
ان تتركي الماء البارد ...
ينساب على رأسك الثقيل
وتنقره قطع برؤوس ثلجية
تفتح ثقبا تلو الثقب
عسى ان تخرجي من وهم
لأنك كالفراشة الحمقاء
تزهو بجمال ألوانها الساحرة
وتستمر تحوم حول شمعة ...
تحرق أوصالها الرفيعة
وذاك شِراك عنكبوت متربص
تسقطين بجاذبية الغباء
مرهونة في قوقعة اللغو
غصبا عنك اصمتي و لا تتأوهي
أغمضي عينيك وانتظري
حتى لا تموتين بالحسرة
كم تودين ان تعودي جزء
من أديم الأرض فقط لترتاحي
وبين كثير من الأحجار
لستِ من حصى
وداخلك ياقوت ومرجان
فاختاري اي حجم حجر أنت
ولن تكوني جزء من البحر
جربت الغوص مهزوزة الثقة
ولم تبلغي الشط مع أي موجة
لن ينتشلك الصراخ ولا الأعذار
اضحكي على زبدة توجت رأسك
وإحساس بالظلم عشعش فيك
بين يديك وثيقة براءتك
وتشعرين أنك لازلت في محاكمة
ولا كتابة دواوينك من النضم
ستنسيك انهم تلاعبوا ...
بأجمل ما فيك و تطاير
يوم تركوك رمادا
تعلمتِ متى تُطأطئي الرأس
ولكن الزوبعات لا تنتهي
وتذكرك دائما بذاك الذل
ودمعتك يا نفسي جفت
طعنات الدهر في الظهر
أو لسعات أشكال البشر
لم تسلمي بعد يا نفسي
والطريق لازال طويلا
غير آمن و غير سَالِك
وانا أحاور نفسي المصدومة
ولم ينتهي الدرس بعد
فإلتزمي الصمت لتتعلمي
بقلم الشاعرة : الباتول العقاد
03/05/2021
____________________
تعليقات
إرسال تعليق