يقظة الروح //بقلم الشاعر محمود بريمجة
يَقْظةُ الرُّوحِ
هلَّ رَمضانُ و بي منَ الرَّحمنِ حَياءٌ
فما ادَّخَرْتُ عُدَّةً و لا سبيلاً
و قد قَهَرني الشِّيبُ و الشَّتاتُ
بيدَ أنِّي بكلامِ اللَّهِ مُؤمِنٌ
و لنْ يَغلِبَ اليأسُ إيماني
إنِّي بعَفوِ ربِّي قَنوعٌ
و العفوُ يُبيِّضُ الصَّحائفَ السُّودَ
فيا رَبِّي اجعلْ رَمضانَنا ملاذَ التَّائبينَ
فإنِّي قد صَحَوْتُ من الرُّقودِ
و إليكَ أقبلُ بقلبي حَنيفاً مُسلِماً
أُكَفِّرُ ذُنوباً أفلَجَتْ يَقيني يوماً
و إنِّي منها اليومَ طليقُ
و بوَجهي إليكَ أنوبُ
مُتضَرِّعاً لَهَفانَ عُفرانَكَ راجياً
فإنْ لم أحظَ بعَطفِكَ أنَلْ خُسراناً مُبيناً
💢 💢 💢
سأثأرُ منْ أيَّامٍ طِشْتُ فيها ضَلالاً
أُطهِّرُ الرُّوحَ منْ أوزارٍ ناءتْ بها
أقومُ للَّهِ صائماً ساجداً
بينَ يَدَيْهِ في جَوفِ الدُّجى مُتضرِّعاً
بقلبٍ هزَّهُ ثَوابُ الرُّشدِ
فاتَّعظَ و بِهِ أُنيرَ ..
سأُجاهِدُ الجُوعَ ، و عَثَراتِ اللَّهافى
أُطعِمُ بائِساً ، أُجبِرُ خاطراً
أدرأُ شَرَّاً بالإنسانِ يتربَّصُ
أشرَعُ قلبي للسُّمُوِّ شامِخاً
عن حُطامِ الدُّنيا أرتقي صائماً
فلا غِوايةَ تُثنيني
و لا إلى عَهدٍ مُندَثِرٍ أَؤُوبُ
فقد سَمَتِ الرُّوحُ ، و أنارَتِ البصيرةُ
💢 💢 💢
سأنفُضُ عنْ جَناحَيَّ غُبارَ القُنوطِ
أثورُ على الغِوايةِ و الظُّلُماتِ
أَلبِسُ حُلَّةَ الفَجرِ مُتَّرقِّباً
جَرَّ ذِيولِ اللَّيلِ المُقَهقَرِ
أزرعُ الحياةَ نُوراً و بَهاءً
أَهَبُ الحُبَّ بِلا تَقتيرٍ
أمسحُ رأسَ اليَتيمِ ، و أضاحِكُهُ
أُردِمُ الشُّروخَ في نَفسٍ مُتصدِّعةٍ
أُكَفكِفُ دَمعاً ، أستلُّ هَمَّاً
أنثُرُ الوِدادَ في النُّفوسِ
أغدو عَمَّاراً مُصلِحاً
أبتغي الخيرَ أنَّى يَمَّمْتُ
أُبارِكُ الحُرِّيَّةَ و كَرامةَ البَشَرِ
فكُلُّ الوَرى للعِزَّةِ أهلٌ
إخوانٌ يَجمعُنا نَفخَةُ اللَّهِ
و نورُ الشَّمسِ الشَّهيُّ
فما خابَ مَنْ مِنْ مَعينِ الفَضائلِ ارتوى
تعليقات
إرسال تعليق