قراءة نص وتحليل للشاعر المبدع محمد هالي
قراءة لقصيدة شعرية للشاعرة المغربية ",حكيمة بنقاسم" محمد هالي( المقطع الأول)
النص:
في قرارة ذاتي
أحترق
وأصلب ظلي في فصول الحياة
الموت المسافر في الهواء
يصافح ملامحي الثائرة
هل أخبرتك عن وصولي إلى الله ؟
عن خيوط الدخان التي تغادر المدينة
أوكأنها ارواحا تسافر إلى الجنة؟
لطالما كنت أعشق الألوان
أخفيها في كواكب النساء الضوئية
أشرب الهوى ليلا
وأترشف من نهر القصيدة
كل القداسات
لم أتصور يوما أني سألوح للدخان والخيام
وقلبي يقفز مثل طائر الهدهد
على جدار البيوت القديمة
لم أتصور يوما أني أنتمي إلى عالم صامت
يحمل على كاهله سبات القرون
أكره النظر إلى وجهي في المرآة
ألقي نظرة على الدماء والشاشات
أقرأ عن قسوة السجون والحنين إلى الأوطان
لم اكن أعرف أني سأخون الفرح
أحتفظ به كأسطورة في جيب معطفي الأسود
ترسم القسوة على وجهي خطوط الوجع
أنسى المقاطع الوردية
وأغاني فيروز في الشتاء ومشاهد المطر
حتى الليالي التي تسهر في قلبي
لم تعد حمراء
تعال إلي
نقترب من أعمدة الدخان
نحصي طولها
نصنع منها بيوتا للنازحين
نتبع نداءات النساء ليلا
فنحن لا نعرف متى يولد المهدي
متى ينال الأطفال بداية
تليق بأجساد أمهاتهم المذبوحة
متى تبرد النار التى تشغل في الخيام
تسد الدموع جوع الشمال
متى تستوفي الحرب عدتها
ونزرع في فمها الزيتون
حكيمة بنقاسم
التحليل:
عندما تم الإطلاع على قصيدة بدون عنوان للشاعرة حكيمة بنقاسم التي تجسد موقفا سياسيا من الأحداث الواقعة في غزة و لبنان، تبين لي أن هذه القصيدة جسدت الموقف الصحيح مما يحدث هناك، اذ استطاعت أن تجسد ذلك التحول الذي لابد أن يقع لأولئك الذين يتابعون المجازر المرتكبة، و أن تلك الآلام و الأحزان لابد أن تفعل فعلها في الذوات كما حدث بعد هزيمة 1967م ، لهذا فالتاريخ يعيد نفسه من جديد في حرب غزة و لبنان حاليا، فكان لابد من إعادة النظر في كل شيء ، و تبرز أشكال فنية، و مواقف سياسية جديدة كنتائج فعلية لهذا العصر، و لعل قصيدة حكيمة بنقاسم تضمنت هذه التغيرات من خلال بنية قصيدتها، و يظهر أن حكيمة بنقاسم قبل طوفان الأقصى ليست هي ما بعده، وضحت هذا بجلاء تام منذ بدايتها الى نهايتها، و هي تسرد تلك المقاطع، يتأكد هذا من خلال الصور الشعرية البليغة التي تبرز ما يختلج ذوات الفنانين الملتزمين بقضايا الشعوب العادلة.
محمد هالي
(يتبع)
تعليقات
إرسال تعليق