لم يكن الليل بالمجان بقلم الشاعر المتألق طاهر الذوادي


 لم يكن الليل بالمجان


من أين يأتي السّواد ؟

من أين يجيء الليل ؟

من أين يكسوك النقيض ؟

طرفاك قبضتان على هوة

لا الأرض أرضك و لا الفضاء

و لا الغد غدك 

و عناقيد عمرك

ينخرها الجفاف

لظلك ألف مسافة

في الترامي

على أرض تجرّدك

يوما ... بعد يوم

و لا تغيب


لم يتبقَ منك

غير كومة تجاعيد

و ذاكرة مثقلة

مثل فقاعة تطفو للسطح

كلّما داهمها الغرق

و رغم كل هذا التقهقر

في الضياع

سنقابل الله 

بقلبٍ أبيض

و بيد من رخام

لم تسرق شيئاً

غير كفن مهترئ

لعشق مات محروقاً

يحمل مظلته أسفا

لمطبات الرّصيف

تاركا للريح حرية العصف


حارس الليل كنت

و رزنامة الأمل

تتدلّى من جبينك

كصراخ مقفل

بين الجفون المبللة

حيث

تأكل الأشجار أوراقها 

كتأشيرة عبور في النسيان

أو رحلة امتعاض مما كان

هشيما

في النفق الأخير للحرائق


هذا ما يليق بمسودة الأيام

البيض

و هذا ما وشوشت به النهايات

في غرغرة الموت بالموت


سديم 

و رغيف ليلك مزقته الذئاب

أيها المتعفّن في شرف الانتظار

كأحراش ماضي مزيف

طفحت به الليالي


كل العالم حطّ بسطح روحك

كسحابة متيّمة

حاق بخطوك أن يغور 

و حاق بليلك الطويل 

أن يخمد صوت السؤال


   - طاهر. -

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم