بين الحالتين بقلم الشاعر المتألق محمد هالي


 بين الحالتين

محمد هالي


استوردني كسلعة بائدة، 

ادفعني في شاحنة تجر الكلأ،

ارميني جنب الطريق،

ففي هجر اللقلاق قدوم لا محالة،

هو معتاد على الهدوء جنب النهر،

و أنا و اللقلاق إخوة في الغريزة،

حين أستورد،

و اتدحرج رويدا فوق عجلات صامتة

سأفتح السبيل الى عش اللقلاق،

سيطعمنى ضمن الفراخ،

انمو كالسكينة تحت الشجر،

أقتات بقايا السمك المتساقط من فوق،

و فواكه انعشها النهر،

و غدير يسقط الماء على الصخر

لا  أشبه حالة الطبيعة كما كانت،

و لا حالة الثقافة الجديدة،

كل الحالات ممكنة،

كلى ضمن الخلاء،

ضمن السكينة..

ساعدني أيها القمر،

ساعدني لارى ذاك الارنب،

ساعدني لانقد ذاك الفأر من غراب جائر،

جائر بحكم الغريزة،

و أنا الهادئ في كل هذه الأغصان،

كلي أتسابق مع اللقلاق في الفضاء،

اتقبل هدوء المكان،

و ارفض كل المسيرات في الهواء،

التي اعتادت على حرق كل الأعشاش،

كل الاوكار التي شيدتها الارانب،

كل الأغوار التي شيدتها..

فانا و حالتي العادية،

ننشد سويا بكل الاصوات،

ننشد اغنية النهر،

بلحن خرير الماء،

و صيحات اوراق الشجر،

و بعض الصور المتدفقة جهة اللقلاق،

هو يطعم الفراخ بما بقي من السمك،

بما بقي من الحياة..؟!

محمد هالي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم