هل انتهت الغناء بقلم المبدع حمدي أندرون


 هل امتهنت الغناء ؟


هل امتهنت الغناء أمام جمهورٍ من حجر ؟

حيناً يضحك وحيناً يبكي مثل طفلٍ فقدَ زورقاً من ورق 

احترقت أنفاسُ القصيدة 

حين اللّحن تلاشى صدىً في أذن جدار 

على أنين نايٍ في ليل انهزامي

في طرقاتٍ نصف معبّدةٍ بأحلام العابرين 

وبشال صبيةٍ تحتضر

هل امتهنت الغناء أمام جمهورٍ معلّب الفكر ؟ 

إن حكى تشدّق ككرسيٍّ على باب حانةٍ تبيع البطولات 

وعلى جبهته الممهورة ب ...  ...

تقرأ 

قصّة انكساري

كجذع نخلةٍ تتماوت عطشاً

وعلى شفتيه اليابستين من احتلاب ثدي الرّيح 

تقرأ 

قصّة موتي حيّاً 

حين نزف الحرف 

وانطفأ الضّوء 

امتص  الجدار آخر ومضةٍ لجبينٍ حاضرٍ  في الصّف الأوّل

بقيت وحيداً أنزف حسرةً 

ألملم أوراقيَ الصّفراءَ والأماني المترعة بكأس الشّهرة 

دون ضجيجٍ يهدر بالتصّفيق مثلما يودّع مهرّج السّرك

ظننت للوهلة الأولى  وحياً شعريّا ً

قد انعتق من كمّ سطر ٍ

ينطق بقصيدةٍ تمدح سيّداً من أسياد الغجر 

وعلى شفتيه المتآكلتين من عضّ الشّفاه 

تقرأ 

في نبضات قلبه العامرة بالحزن الأبديّ 

وجع المفاصل

وارتجاع الأمنيات 

تصلّب منه الظّهر 

انحنى جسراً لوافدٍ قاتلٍ عنفوانَ عنترة 

وفي عينيه الغائمتين كسماءوطن 

تقرأ 

حكايات رحيل المراكب في لجّة الغضب 

تتنهّد على أشلاء طفل 

نطق أين أنتم      يا ع. ر . ب ؟        

 

حمدي أندرون

سوريا 

 ٢٢ / ٤ / ٢٠٢١

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم