النورس والبحار ;;;; الشاعر عبد السلام البالغ

النورس والبحار

يا نورس البحرِ ما للبحرِ مُضْطَرِبا

والفُلكُ تَجْري بموج يقذفُ  اللهبا

مالي أري النارَ لَظَّتْ فوق صفحتهِ

والروحُ  منه تشظت  كلما  طَرِبا

هَلْ يُحْزِنُ البحرَ لحنٌ نحن نَعْزَفَهُ

أمْ قَدْ غَزَتْهُ مِن الأحْلامِ ما سُلِبا

إنَّ الطغاةَِ  ظلامٌ حين   قارعهم

فينا الكماة ....كماةٌ كم بهم غَلبا

بحارةٌ العصر مَنْ ضاقتْ خزائنهم

باعوا به الدّرَّ  وابتاعوا لنا زغبا

نخاسةٌ همْ 

و إن كدّوا وإن  كدحوا...

و إن تنادّوا  

ضعاف  عيشهم نكبا

بحارة   العصر   سمسارٌ    ومزغبةٌ

شقوا هُنا الفُلكَ وامتازوا بنا  رُكُبا

يا نورس البحر إنِّي هاهنا خَجلاً 

أطرقت رأسي لعلي أدرك السببا

فيما المسار سقيم يستقي زبدي

والليلُ بادٍ  يجرُّ الذيلَ مُنْتَصِبا

أصيحُ صنعاءَ يا مهدَ الألي التََهَبَوا

بكفةِ الحقِ واشتطوا لها غَضبا

يا أنتِ  يامَنْ تسيرُ والذُرى عُدنٌ

ياقبلة الحُرِّ  إن ضاقت به الدُّرُبا

مَنْ لِيْ أراكِ كوَجْهِ الأمسِ مشرقة

في غرةِ الدهرِ حَفَّتْ عَرْشَكِ الشُهبا

يا أُمُّ بلقيسِ يا تلك التي اسْتَلَبَتْ

عرشَ المُلُوكِ المُوَشَى الدُّرَّ والذهبا

هل يَذْكُرُ الجَمْعُ من أنتِ لهم شرفا

ياحِيْنَ أَلْقَىْ عَلَيْكِ الهُدْهدُ الكُتبا

لن يَبْلغَ القومُ شأوًا إن تَمَلَّكَهُمْ

حُبُّ الملوكِ المُوَشًىْ مُلْكَهُمْ كَذِبا

هذي حروفي إليك اليوم مقبلة

بالعشقِ تشكو به الأوداجٌ مُنْتَحِبا

جِئْتُ .. تَزُفُّ لِيَ الأحلامُ لملمتي

أُشَفِّيَّ الجَرْحَ أحذو نحْوَكِ الطلبا

صادٍ أتيتُ وشِرْبُ الصادِ اتعبني

ُيبْقى الظَّما من دمائي كلما شُرِبا

عبدالسلام البالغ