الحقيقة لا تتغير // الدكتور محمد ازلماط بن ميمون

الحقيقة لا تتغير

   توقيع كل من الدكتور محمد ازلماط بن ميمون

&♡1سفر إلى الخلوة

من بين أهوال  التحولات والتغيرات انشطار وعي الإنسان حول الحقيقة.. وتزلزل الضمير..وتبلبل الصدق..وفقدت الثقة..وتجلى اللامعقول في التخاذل ودموع التماسيح وشيعة الغباء..فتاهت الاوربية في يم ألوان الحرباء..واقنعة الذئاب. فنبهتها غيمة بيضاء..ان تسافر ..لتستيقظ من حيرتها..ولتخترق ظلام تيهها..لتنفلت من العبثية الغبية..والعشوائية البلهاء..فتاهبت وترقبت حركات الأقنعة حتى نامت..وخرجت قبل ظهور عيون المرابقة..وذهبت إلى خلوتها..

تتأمل في فضاء الكون..مهووسة بنحت الكلمات من ذاكرتها.. من كل رموزها وتناصاتها وخيالها وانفعالاتها لهندسة الحقيقة من وعي ذاتها..وتفتلها من فطرتها لتندمج  كلية بالبصائر النورانية ..لتذبح حكاية جدتها وتملك ناصية السرد.. لتحكي ان هناك حقيقة لا تتغير ..يشيع منها الحب والجمال..

  وحين تذكرتها..خالجها الألم. .وألم بها المخاض..وارتعد جسدها وارتعشت نفسها..وغمضت عينيها..ودخلت في غيبوبة..فاسترجعت شريط ذاكرة تاريخ مجالها فتجلت لها حقيقة الواقع..الذي هو مجال التعايش والسلام والتسامح..يسوده حوار الحضارات وتنوع الثقافات..يغط في الأمن و الاستقرار. .فكان الوعي يخيم على فضاءه وتلفه مزن الخصوبة إلى ان باغثتها عاصفة..حملت بين ثناياها عقل افلاطون الذي لم ينس ما خلفه..فاتكا  على ربوة وأخذ يخدش بعصاه سطح الأرض الذي ظهرت تحت التراب لوحة مكتوبة فهمس لها ما هذا ..أوضحت له انها كتابة برسم عربي حول الحقيقة لا تتغير ..فرمى بالعصا على الأرض..وفتح معها الحوار..

&♡2الحوار الافلاطوني

قام وجر جذع شجرة  بقرب الاوربية التي تتمعن في اكتمال استدارة القمر ..فقال لها انه أفل مثل فناء افلاطون الذي خلف من وراءه تصورا حول الحقيقة في مدينته الفاضلة.. فكيف حالها في عهدكم..فاشارت إليه بلغة الإشارة انها تتجاذبها امواج الخطابات الدينية والعلمانية والعولمة..ويهددها بين فنية وأخرى سونامي العنف والتطرف والإرهاب..كما كان الحال في عهد كم رغم حضور الديمقراطية كان هناك عنف ضد أهل  الكلمة كما هو الحال لسقراط الذي حكمت عليه محاكمكم بشرب السم..

غير انه أوقفها ورفض تتميم حديثها لانه يبحث عن حال مدى وقع استمرارية رأيه في الحقيقة..فردت عليه انت القائل عن لسان سقراط:《تخيل كائنات بشرية قبعوا في كهف تحت الارض،له مميز طويل باتجاه النور،ظل هؤلاء الناس هناك منذ نعومة أظافرها وقديت ارجلهم واعناقهم باغلال،بحيث لايستطيعون التحرك من أماكنهم او رؤية اي شيء سوى ما يقع أمام انظارهم لان السلاسل منعهم من إدارة رؤوسهم.ومن خلفهم نار متاجرة من مسافة،وبين النار السجناء طريق مرتفع. ولتتخيل على طول هذا الطريق حائرا منخفضا متشابها لتلك الحواجز التي يضعها أمامهم لا عبوا الدمى المتحركة》ان ماقلته مدون في محاضر بمخافر التاريخ..تتكلم عن شيوع الجهل ..والسياط.. وسفك الدماء ..ونهب الأموال..واختلاس الحرية من داخل الكهوف التي اصابها طاعون الخداع..

الكائنات البشرية مازالت تعيش في الاوهام مقيدة في مجازر كهوف الجزار..فهي لا تشبه أهل  الكهف في البصائر النورانية لكونها انزاحت عنها..وفضلت العيش في الظلمة الظلماء الداكنة..مطرودة من جنان  اهل النعيم..لازالت الشعودة وطلاسيم العادات والاعراف معشعشة في جبة  الكائنات البشرية تحميها العصبية والنرجسية..لم تستطع الانسلاخ عن ال نعيم والتمرد عن المحسوس..هكذا يتجلى واقع الكائنات البشرية ..مذبوحا يفتقد صفة الكمال يعيش في اوهام المحسوس..لأن المساميرنقشت في عقول الكائنات البشرية البغض  والضعف والانفعال والثرثرة تدغدغ بها العواطف..ونسيت أن الحقيقة تتجرد من المحسوس..