وتصحو شهوة الياسمين // الشاعر محمد علي معروف

(( وتصحو شهوة الياسمين )) 
ـــــــــــــــــــــــــــــــ 
تقدمي يا امرأةً خجولةً 
تقدمي يا غادتي ... 
بكاملِ أُنوثتكِ وتنهدي 
توبتي ووجعي 
يطأُ أُسْمكِ بين دروب الضياء 
تصحو منه شهوة الياسمين 
هاهم الأوصياء على ضفافِ الحب 
رسموا لنا الميلادَ مملكة 
نحتوا من ذاتنا شجيرات الطقوس 
أقاموا عند أطراف الضحى 
تلةً للبنفسج ومعطفً لبعضِ الطيبْ 
عابرٌ على طريقتكِ 
أعطلُ مصطلحَ الحياة 
بفعل شفاه الشمس 
وصلاة الاستسقاء 
يا جرحَ الضاد ... 
أ يصبحُ الجمرُ دربً للحالمينَ 
في عرش الكلام ...!!؟؟ 
نزيفُ الضياء نضج من شرودٍ وإيحاء 
كما هو الشتاء المخبأ في غيهبِ اللوتس 
كما ترسو أكذوبةٌ ذبولةٌ في شبابةِ الربيع 
احترفتْ يدي فن السفر 
قومي يا شروقَ الروح 
رُفي من فمِ الشمس بشهوة الوجود 
وأحرقي ما عطلهُ العابرون من سطور 
تسلل الوقت أركانَ المساء 
فلا تسألين قتيلَ الحب عن الأفكار 
قد صَبَّها الشوقُ في كأسِ نبيذكِ السرمدي 
صَبَّها أطنانَ تساؤلات 
وتناهيد تشبهُ عاصفةَ هذا اليوم 
بانت نهايتي حقيقةً 
نامَ على زندها البنفسج 
واتكأ الصدقُ على أفنانِ النبيذ 
اشْتدَّ انتصار الحياة في قلبي 
بين ممنوعٍ وصقيع 
استحمت بقميص الصبار 
وكان الحبُّ منتصفَ سكونْ 
غاب القمح عن خاصرتي وحيداً مع القانون 
ووحيداٌ أراقصُ خرافتي 
لا بيتَ 
لا أرضَ 
لا وطنْ 
قلعتي شمعة في الماء 
 تذوبُ تغرقُ تصبحُ حلمَ عابر 
مالحةٌ مثل الشتاء 
غدي إغتراب وجسدي أحلام 
قلمي تعويذةً عرجاء 
وتصحو غادتي السمراء من غفوتها 
غادتي كباقي النساء 
يُعطِرُ الحب روحها 
يتنفسُ الغدُ مفعولها 
يشتريها المطر عائلةً في زمنٍ 
تأبطَ فيهِ الوترُ تسبيحة نار 
هنا الحضورُ غيمٌ ودخانُ سجائر 
وطلائعُ الصباح تغارُ على قميصها 
تخافُ أنْ يلدغهُ الليل بالخوف 
تخشى على نديمها أنْ يغفو 
تحتَ شجرةٍ شاذةُ النشيد 
غادتي كباقي النساء 
تضحكُ 
تتكلمُ 
تمدحُ 
تبدأُ 
تطالعُ 
تَصْبِرُ 
تتأرضُ 
تتحررُ 
تشربُ 
تتأملُ 
تصدحُ 
تُشْرقُ وتُنيرُ صحوةٌ بينَ شجرتين 
تشذبُ منهما حرارة الضياعْ 
واختلاطِ دمعتينِ بخمرة الأيتام 
غادتي تسكنُ أمسيةً عطشى للعصور 
لذوبانِ الندمِ بومضةِ الشفتينِ الخاطفتين 
ممتعةٌ وهي تبحث بمفاتيحَ العقلِ 
عن كذبةٍ صريحةٍ انغرستْ في لساني 
عاشرتني كالموجِ في البحر 
تتحدى الرحى وأنا شراييني 
جداولَ عسلٍ تسربت منها حبيباتَ الملح 
ما تجاوزت إصبعين أو نقطةَ مِحَنْ 
غادتي كباقي النساء 
بعبادِ البخورِ تغلقُ عيناً غازلها شاعرٌ 
وتخفي بصدرها شَدْوَهُ الملائكي 
شاعرٌ صفَّقَ له الوتينُ وارتمى بعمقِ القصيدة 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
محمد علي محمد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم