الشاعر محمد الحسيني يكتب نافذة الشمع
خمسُ نوافذَ للحُبّ 3
"نافذةُ السَّمع"
الصَّباحُ يُجرِّبُ وترَهُ الأوَّل،
يَمسُّ نَغمةَ الضَّوءِ على أوراقِ الشَّجر،
فيَهتزُّ الهواءُ كعودٍ صغيرٍ في يدِ الملائكة...
كصوتِكِ حينَ يَهمِسُ باسمي،
فَتَرتجفُ الحياةُ من الحَنين.
في البُعدِ، يَنثالُ المطرُ كحكايةٍ تُروى على مهل،
يَطرقُ النَّوافذَ، يُداعبُ التُّرابَ،
يُوقِظُ العشبَ من نَومٍ عطِر...
كضحكتِكِ حينَ تُلامسُ قلبي،
تَنزلُ عليه نَغمةً نَغمة،
وتَترُكُهُ أخضَرَ كلَّما تَكلَّمتِ.
النَّهْرُ يُسافرُ بينَ الضِّفافِ كَمُغنٍّ عتيق،
يَحكي عن الغيابِ بصوتٍ رَخيم،
ويُخفي في العُمقِ وُعودًا لا تُقال...
ككلماتِكِ حينَ تَتدلَّى من سَمعي،
تَغسلُني من الدُّنيا، وتُبقيني فيكِ.
في الغابةِ، تَتحدَّثُ الأوراقُ بِلُغةٍ لا تُفهَم،
تَتصافحُ، تَتهامسُ، تَضحكُ بالريح،
وتُقيمُ احتفالًا من الأصواتِ الخفيّة...
كقلبِكِ حينَ يَنطِقُ في صمتِ العِناق،
يَقولُ ما لا تَقدرُ عليه الحُروف.
وحينَ يَهلُّ اللَّيلُ،
تُغنِّي النُّجومُ لحلمٍ بعيد،
تَنسابُ الأصداءُ في أُذُني كأنَّها تُصلي...
فأُصغي إليكِ،
إلى نَغمةٍ تَسكُنُ بينَ أنفاسي،
تَقولُ إنَّ الحُبَّ سَماعٌ أبديّ،
وإنَّ اللَّمسَ نافذتي القادِمَة.
✍️ محمد الحسيني – لبنان

تعليقات
إرسال تعليق