لا أدري /للشاعر طاهر الذاودي

لا أدري كيف يصلبني هذا الترف ؟
و أنا أقبر فمي بزكاة اسمك
كلما مارسني طعن مسافة عمياء 
و لا ألوذ سوى بتعرق أصابعك
فوق شجرة الأغصان
شهي جدا .. انفلات نهاري
بموعد التحايل على اليقين
و طاولةٌ تنذرُ نفسها 
لتصادم قدمينا الخجولة
فيها الكثير من صورنا 
التي لم تلتقطها الحفاوة

لا أدري كيف ترنو شمسِ كي يمتدَّ بؤبؤها
إلى الشظايا 
وَ غيرةُ المدِّ تُخفي ما ترى 
حين يظهِرُ بعضَاً مِن مَفَاتِنِها
تعلو وتهبطُ لا هَونٌ و لا عَجَل
و شامة تفرض سلطتها
لا يموت شعبُها 
و لا يذوي عمرُ الغيث فيها
يفاجئني صداع
في عنق أطرافي
يمتص رحيق القلم
ثم يأكل ما تبقى من الخسائر
يد لا تشبه ملمس الصباحات 
التي تشم زخات الأمطار النرجسية
مياه سادية
تتحرش
بأطراف نحلة أفاقت روح الليل
فتوالت رعشات الرغبة

و لا أدري كيف اجمعُ العري بالعطش ؟
وأنا وحيد طافح بمواكب العشب
أدللُ العابرين بكف
لا يشبه النهرَ إلا في هيئة الهدير 
أتصببُ عرقا من فوهة ابتسامة
ما زالت خدرا فوق الأفق
و ليلي مصاب بحمّى التساؤل
عن نار يؤمن بها تنور عقلي
لأحمي حدسا مؤجلا
في سر النوافذ
و في تأتأة الشموع
في دلالتها على شهقة الأزرار
و تلعثم المسلين في لعقه للضوء
و شقشقة الأساور تستفز
ما تهمّ به الأماكن
في مرابع الروح

  - طاهر -

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم