كنت عاصفة /للشاعرطاهر الذوادي

كنت عاصفة مجدولة بين اشتهاء ثغاء المطر 
للظى شفاه 
ما أدرك الشَّوق عزاءها.. 
فأيقنت أنَّك الغارقة
 رهن الضُّلوع 
المعتقل فيها قلبك ..
قلبك المعربد على مقصلة ذكرى ..
أطاح الصَّدى
 إبان عبورك زاويتي اليسرى وخرج
 تاركا الوعد يتهادب 
على جفني بقايا ظنون 
ثمَّة ظلّ في شوارع عينيك
منتشٍ دمي خلسة
مرَّ من خلالي 
فعلام يسترق السَّمع
و أنت تسرين
إلى هدير خطى النَّبض
ولماذا الأحلام 
وأنت تشعلين في كفِّ قلبي 
قناديل النِّهاية 
جلَّ ما أخشاه
أن يرتاح الوقت 
وهو يغادرنا نحو الشَّوق
أيّ ضجيج اعتصرني
بين عناقيد الصَّمت 
لأمتلىء بالفراغ الثَّمل به
عشقا
 تراه أنكرني ظلّي
قبل اكتمال القصيدة ؟

ينضح العطر
كآخر نفس
ما بين شبق السَّطر وقلم مخمور
نادمت طيفك العرجون 
لأجل إن حطَّ 
في لجَّة الهوى
تربّعت غيما دون أجنحة ..
هكذا أخبرتنا الشَّمس ..
في مدن حبِّ سنبلت على خاصرة الدِّفء
كي أكتبَ لك...
عنك...
إليك
ضربت مواعيداً سريّة...
مع السّراب والضباب...
والغياب.. 
والغيم الداشر...
والمسافر...
ناحية أزقة مدنك...المنتشرة
على جغرافية جسدك الثائر..
المتشظي
كحمم البراكين
تقلبك ذات اليمين...
وتقرضك ذات الشمال...
على جمر نهارك ...
صراخ حريتك ...
ثم تعتق رائحة انعطافك...
في مصباحٍ...
كي تطلقها...عند اشتهائك
كي لا تتساوى الأضلاع السائبة مع الحديد والرياح ..
كان لا بدّ من الاغتسال بشيء تتقاذفه الأصقاع 
و فوهات الوحل والأعياد 
النزف هنا لغة ميّتة 
والرماد شمس مشلوحة تحت ظِلالها
قد أخلع ثيابي الفادحة أمام فجّ عميق
وقد أعتب على كل فرد ناح بأنقاضه الزاهية 
كان من الأفضل أن أنسج للمارد رجولة تهتزّ لأي شيء
وكان من الأفضل أيضاً 
أن أواري سوأة الماضي بإفصاح 
لأغتبط بصرخة قلب 
و أنا بين قاعٍ صاغ صورة مشوّهة عن الحليب
وتحوّل في لحظة ما 
إلى ضباب يعبق بطعناتٍ بطعم الردى 
بالرنين وفواكه الغربة
دهنت وجهي 
وقذفت بكل ما لدي 
في وقاحة الماوراء 
و علانية الخزائن المتروسة بالنُذر
وحراس البراهين
و اقتبست صورتك ظلا للرموش
و الوشوشة الغارقة في الصهيل

  - طاهر -

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم