كعاشق سقط توا /للشاعر طاهر الذاودي

كعاشق سقط توا في جحيم الفراغات
يبحث في فزع عن صدى لذة
كانت تضج بها شرفة أصابعك
يريد
قطعة من الركض اليومي
كي يغفو
على سطحها
فيما تخدعه الثواني
المنهمرة كشلال عبثي
يريد
قليلا من الحلم
في يديه
كي يعيدا عزفهما القديم 
في أروقة المسافة الضيقة
يريد 
قليلا من شفتيك
كي تسقط المفاتيح
و ينام الحرّاس في حرير ليلهم
غير آبهين برغوة عاشقين يشيعان آخر لقاء
يريد 
قليلا من حمرة الفجر
كي يكوّر البدايات
في كفّيك ....
و يتعلّم طريقة مثلى للكتابة  
حيث تسيح أعضائه على الورقة
و يتقن اِنتعال القفز من سطر إلى سطر
دون ربطة عنق و دون قفازات 
يريد
قليلا منه
تلو القليل 
تلو القليل
كي يعانق في الصمت
انهارك الزرقاء
و ذاكَ الشهيق الطويل
 يأخذهُ 
يكتمُهُ
يغوصُ بهِ إلى العميق 
لا حروفَ تحتَ الماءِ تُنطق 
و لا لَهجَ أنفاسٍ يَفضحُ صقيع القلب
لا بُكاءَ يُرى 
و لا دمعة تَئِجُّ ملوحتَها
و لا جفافَ تَحفرُ فيهِ أثر
كل الدقائق تنتزعُ من روحه سُلافتها
تدفعُه بلا إرادةٍ إلى سطحِ حلاوةِ الرُّوح
بالصعود  
بالهبوط
 بالحياةِ 
بالموت
كالسرِّ المُستكين
كإلهٍ ينظرُ الكفرَ و لا يُبالي
كمزاريب أضناها الظّمأ تحت السّطوح
أتقن جدّا لعبة ملئ الفراغات
كما يحشو نصّه
بالحديث عن حُبٍّ نبت في شقوق كفّ 
و ماء زهرة مدهوسة تحت جناح فراشة 
و يتعرّق في سريره
كرذاذ الله النّافر من نفخته  
كنبتة عرجاء القلب في الطواف
يحنُّ بعدَ التعبِ إلى تعب  
يُجيدُ حَضنه
و إلى ذاكَ الموّالِ النابضِ فيِّ أبدًا
أعلى من الطّرب

    - طاهر -

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم