كنا وراء الباب اثنين بقلم الشاعر المتألق عبد الستار الخديمي



 **كنا وراء الباب اثنين**


كذب درويش حين قال 

"كنا وراء الباب اثنين"

كنت ثالثكما 

ولم أكن شيطانا بل عاشقا متيما بأهدابها 

كنا ثالثكما 

ولسنا خمسين ألفا 

كنا مئات الملايين نتغنى بعشقها 

نتسامر تحت الصنوبر الجبلي ونراهن من أكثرنا حبا وهياما؟

وكنت أنت خطيبنا وبليغنا 

واستشهدنا مرارا وتكرارا مع كل حرف 

ولكننا ........!!!!!

افترقنا ....  شيعا وقبائل 

منّا من باع 

ولوى العنق والذراع

ومنّا من استسلم 

وزفّ العروس البكر "لزناة الليل" ولم يتألّم

ومنّا من طمع في حبة حلوى وسيجارة بطعم العلقم 

ومنّا .... ومنّا ... من ابتلع خيباته ولم يتكلّم

آه يا محمود وانت في ثراك 

ألم تعلم بانه لم يعد هناك باب أصلا 

بل رحل الباب والجدار والحمار ولم يبق سوى مفتاح بال

صوت العشّاق انقلب نشازا 

والتطبيع لم يعد خيانة 

بل غدا وجهة نظر 

بلدي.. أهلي... والزعتر والزيتون 

كلّنا مازلنا عشاقا 

نخرّ ساجدين لربّ العزة وأهداب عينيك 

ونمزّق الصمت وسلاسل القيد 

كم انت عظيم يا نشيد العشاق .. ولوعة المشتاق 

الباب هاجر 

والجدار انهدّ

وأنت ثابت في خلوتك تحت زيتونة بسقت في وجه الزمن 

تحتضن اديم الأرض بعشق أشد ضراوة من الموت 

كلّما سقطنا 

تحرك الرماد فينا وصرنا عنقاء 

ترفرف بجناحيها الناريين في عمق السماء 

وتدوّن حبا جديدا 

وانتصارا جديدا 

ورفضا جديدا 

نم يا درويش ولا تقلق 

فلن نستطيع نزع سمرة الأرض من وجوهنا 

عشقناها وكنا عبيدا 

فما بالك وقد أصبحنا أسيادا 


بقلم: الأستاذ عبد الستار الخديمي - تونس

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم