مناجتة على الرصيف بقلم الشاعر سامر برقيو

مناجاة على
         رصيف
               الذكريات

نم يا طفلا
 ترعرع بين أضلعي
و تدثّر بفراش الذكريات..
لا تخف من وصلات الألم
و إن رحلت
 كل الأمنيات.. 
داعب صباك بنشوة
فقد تلاشت
من فوقي
 بقايا الحريات.. 
ندمي على لحظات 
 كنت في قمة توهجي 
صرتُ في تعداد
الأقليات .. 
أحببتُ أن أنمو 
وأقطفَ من عمري البارد
ثمار الحياة.. 
أردت أن أصطفّ شامخا
بين جموع الكبار
و ارتقي درجات.. 
فكبرت بخفة الريش 
فضاعت من مسامعي 
مهجة الأناشيد
و عناقيد شغف
الأغنيات... 
شاخت الروح بظلم القدر 
وصار الجسد المنهك
خيال أطلال
على رصيف الذكريات..
تعثرتُ بخيوط العمر مكرها
وضاق الكون من حولي 
 انكمشت الأحلام
و انكسرت الأقلام 
في عالم السخريات.. 
نم طفلي مستريحا في دواخلي 
 وضمني إليك إن شئت  
متى عانقني الإلهام
ونثرت من جوف
الأشجان المضنية
عبق النسمات..
قصائد عذراء
تحملني بين أوصالها
 إلى الزمن الجميل
نقطع على ركب الماضي
أقصى المسافات..
على ورق الرحيل
أدونها بمداد الدموع
على ضوء الشموع
لا يدوم إلا لحظات..
وأنام بين ذراعيك
مستكينا
مستسلما لحظي
لا شيء معي
سوى ذكريات...

بقلمي: سامر برقيو

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم