آخر قصائدي بقلم الشاعر حسين مزود
آخر القصائد
..............
لن أكتبَ شعراً بعد اليوم
إن الشعرَ صارَ يُؤذيني
ولن ألتقي بالأقمارِ بعد اليوم
فكلما دَنَوتُ منها ستُقصيني
ولن أسهرَ طويلاً بعد اليوم
إن السُّهدَ يُضنيني
تركت لكم قَصائدي كَحمائمٍ
فأذكروني بها
بين الحينِ والحينِ
إني أعتذر لفضاضتي
وسَماجتي
وصَلافتي
فشعري صار يُدميكم ويُدمِيني
إني عاهدتُكم سَلفاً
أن لا أكون نَصلاً لسكينِ
خُذوا مني كل شيء
إسمي
صوري
واتركوا لي حَسرتي
وخيبتي
وأنيني
فانا ما كُنت أكتبُ شعراً
بل كنت ألهو في شرايينِي
قد كانت اللحظاتُ بينكم
مرّت سريعةً
ماعَلِمت انها قد سَرقت مني
كل ايامي وسِنيني
سأعودُ الى طفلي الذي أضَعتَه
وأعود أبكيهِ ويُبكيني
أقص له عن المشيب وقصةٍ
على كِبرٍ قد جاءت لتُحيني
فلما دنوتُ أقرأها
تلاشت كأحلامِ المجانين
ويقصُّ لي كم كان يَدّعي
أفعالاً بعِشريني
ياطفلي المغرور مهلا
فقد أطاحت بنا معاً
ثوراتٌ بعشرينك قُدّتها
وخيباتُ قد ذقتها
في عِزّ خمسيني
وكم جالستُ مخدوعاً بها قمري
ان الاقمار خادعةٌ تخفّت
خلفَ غيماتٍ بتشرينِ
وكم كتبت الشعر في لهفٍ
إن لهف الشعرِ أوهامٌ
كمدحِ أخلاقِ السلاطينِ
كنت أرنو لكنما عيني
ترنو الى أفقِ غيرِ مأمونِ
وكنت أجري وما بلغت شبراً
كأنما جري الطواحينِ
وكنت نهراً والسفحُ مُقفِرٌ
أسقيه ولكن ليس يُسقيني
وكنت ورداً بروضَةِ غافلٍ
زاهدٍ بأذكى رَياحيني
لا ألومُ قلباً كان يبخَسُني
بل لُمتُ قلبَاً كاد يُفديني
عد الى طفلكَ الغريرِ تعضدهُ
وقل له لاتكبر
إن الطفولةَ من أزكى الاحايينِ
ياعيدُ ميلادي
بعدَ أسبوعٍ هل ستأتي ؟
أم قبلَ أسبوعٍ ستنهيني ؟
حسين المزود
تعليقات
إرسال تعليق