وتختفي ملامح بقلم الشاعر المتألق محمد العبودي


 وَتختفي ملامح  ٌ،،


لوّح  َ الفرات  ُ لدجلة  َ من بعيد  ليلقي َ عليه التحية ،

ثمة إبتسامة  ٍ شفيفة كانت ترافق التحية ،

استجمع كُلَّ قواه  ُ ليرد ّ بالمقابل ، فهو منذ   ذلك 

العيد  ِ لم يراه ُ ، 

غسل َ وجهه بماء  ٍ ليس كملثه  ِ ليس فيه رائحة الطين ،

ولا رائحة أجساد الأطفال ولا رائحة السمك ولا رائحة النوارس 

ولا حتى رائحة القوارب المصنوعة من قصب البردي ،الغافية على ضفافه العذبة ،


لم تتأثر ملامحه كثيرًا فالماء كان غريبًا دخيلًا ،

استطاع أن يجمع قواه ليرد َ التحية مصحوبة بدميعات 

نزلت على خده دون أن يقوى على حبسها ، 

دميعات حارة تلهب وجنته ، لوّح بروحه الممدة ليخف ِ

بريق الدموع كيما يقلق الفرات ،


شعر الفرات أنَّ ثمة َ شيء ليس طبيعي ،فمد َّ بصره  ُ

مستطلعًا حتى عاد منكسرًا مهضومًا متحسّرًا،

لم ير دجلة  َ ! لم يسمع صوت  أمواجه المجنونة !

لم يلمح النوارس تلك التي كانت تنقل الخبز لهما ،

عاد الفرات  ُ مشيّعًا حزنه  ُ معلنًا وحدته ُ المتعبة ،


محمد العبودي ،،

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

الشاعر عبد الله اسماعيل///يا نشوة الروح يا روحي وريحاني