الأبواب المطروقة بالظلال بقلم الشاعر المتألق طاهر الذوادي
/// الأبواب المطروقة بالظلال ///
ماذا أقول للمرايا الصمّاء ؟
و صداها مطعون بالوبال
أقتنص من مقام النوى وجعاً للنعاس
أرفرف بمصيبتي أمام صمت الوجع
وأصنع وشماً بأظافري لقطيع الصدى
و أفور كما لو انني نار
و رماد و ريح حمّى من حديد
أمتدّ و أمتدّ ...
طيني هنا
و روحي هناك
كبخور ساطع في طلاسمه
و يرشح باشتعال أمام ليل طويل
ما من ثرثرة رفعت نخبها أمام السكون
ما من صلصال يأبى الخشوع
أيها الأرق المحتشد
كبيوت الأسلاف
أشبهك في تسمرك
و أحلم مثلك كالركام
أبدّد وأدي
لأنام مثلما ينام الوباء
أسافر في سباتي
عتمة أفرغتها بملامحي
و نثرت قبلاتها في حضرة الغياب
لزمن تشظّى الحرفُ فيه
بمحرابِ العشقِ على كتفِ الوجود
إلى متى أظل ؟
أسترحمُ قلمي المسلول كأمواج
توقظُ جانَ المحيطات
كي يعكس عقاربَ الساعةِ لرجوعِك
إلى متى أظل ؟
أسافرُ بأبعادِ الزمن
فيسبِقُني شوقي للقياك
ما بالُ صوتي امتطى صراخه الجاف
و توّج أرواحه بالهذيان
لم يعدْ لورائيَ خَلْف
سوى الجليد بكل عربدته
يسقط منّي
ليتجول في الجوع و يتذكر الأفواه
و يقول كلاما عن براءة الأيدي
و الطيور المهاجرة
ما بال وجهي يتيبس
كضوء بعيد
يبادل الغبار بغواية فارغة
و يتلو أمام الرخام
الأزمنة المطوّقة بالشوارع
و الأبواب المطروقة بالظلال
- طاهر -
تعليقات
إرسال تعليق