غريبة /للشاعر طاهر الذوادي

غريبة أحاديثنا التي وهبتنا ألوانها 
لتغيب قبل الأوان 
و الاختفاء من حمرة السيوف 
هائج ماؤنا أمام الحِمى 
والبدايات أقبلت بخلاخيلها
والضلوع التي رافقتْنا أعادت إلى وجهنا إصغائها النبوي 
أيها العاكفون أمام ألوانكم 
ها هو البياض ينكمش على أفراسه 
ليلملم أدراجه صوب مجرّته صهيلاً مدوّياً
كما لو أن الطريق حديث عن العناق
أو النخوة التي تفخّذت قمصانها
واستراحت بين أشباح تمجّد أعضائها بما تشتهي
أنا سليل الأجساد المجرّدة من طيرانها 
حيث تجاويفنا تستغيث بالذهب العتيق 
في وجهي نقوش أسبغت كفرها، وأنصالها ، وتوسلها 
المعتّق بالشهيق
والأناشيد غلفت مداها ، وصادقت دمها ، وترسّبت في الصهيل العظيم 
إنه عناق تخدّر في أعالي الظِلال وضمور الخطى 
بإيماءة عابرة 
تذكرّت كيف عثرت على عشق انتظر قوسه
كي يتجانس مع تآويل المرايا 
و شكل الانتظار الطويل
الصلصال كلّه ينبض أمام خزّافه
والمرايا رفّ من الصعود يهدهد أهدابها ويعجّ بالترف الملكيّ
المرايا في مهدها صخب، وحجارة، واهتزاز
المرايا ملأت نفسها بالحمّى
المرايا أكثر من انصهار
وأكثر من مجرة أقفلت على نفسها فكرة الغرباء 
ها هو القلب يتسرّب من قلبه الارتجاف
طالما الصمت و العطش الغضّ يقارع ما لا يراه
ترانا نراهن أن كلمتنا المعلّقة بالورى 
وإن البقاع التي ولدتنا
فساتين ممزّقة في النوايا
و أنهار من الركض في المستحيل
تغرق في دمنا
أنت و أنا 
رصيدان لقبلة واحدة
يحفها عبق الجداول في دثارها العميق
أنت و أنا
رعشتان لجسد واحد
تفيض بهما الألوان في وحيها المتغلغل
أنا و أنت
غصنان لشجرة واحدة
سكنتهما البلابل
و هامت بهما الريح
أنا و أنت 
يومان لفجر واحد
حار في قطفهما الغروب 
مادامت الضجة في شرفة أصابعك
والوقت أوسع ما يكون للفراشة 
لتنفخ في ناي مجنون يطل من سياج
ينظر بلوعة إلينا

  - طاهر -

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم