الشاعر طاهر الذوادي يكتب بين حروف الأساطير


 ÷ ÷    بين حروفِ الأساطيرِ    ÷ ÷


جسدٌ يكتبُ الدفءَ بين حروفِ الأساطير

يغْوي المساءَ العَصيَّ بفاصلةٍ من قميصٍ تهدّلَ من عطشِ الغمّ

هذا جموحٌ يُراقُ على دفترِ الوجْدِ

هذا هشيمٌ بمجمرةِ الوجعِ الأنثويِّ

كل  المسافةَ همسٌ

كل الكلامَ فضولٌ

كل الدقائقَ بدوٌ سهارَى تبخّرَ آخرُهمْ قبلَ أوّلِهم ثمّ غاموا

فُكَّي أنفاسي قبلَ انسكابك 

و ارسمي على الوريدينِ ضباباً يحومُ

 و طوِّحي على جسَدي حرْفَ واو كوشمٍ يُغازلُني 

 أو عضَّةٍ ستُباغتُني باسميَ المُستعارِ في غيابك

لكي يتعانقَ ظلّانِ في عزلةٍ ويفرَّ الكلام

فرَسٌ في البياضِ تغطُّ

لها عنُقٌ جامحٌ ولها فرْقدانِ

أنا حضنُها وهْي قلبي المجنّحُ

تسرقُني من فمي لتُضيءَ بيَ الوقتَ

 ... صحْوٌ من خدر

 ... نجومٌ تسكب الغواية

... جُذاذاتُ شِعْرٍ تمشّط الجدائل

.... غيومٌ نيامُ في المشاغب

أهيّئُني للحصادِ فتشعلُني ضحِكاتٌ تطيرُ إلى السقفِ

لا وقتَ لليلِ 

 لا نعاس للنومِ

تنْدسُّ شمسُ الغوايةِ بين دمي والجنونِ

و كرّزكِ الفجرُ صيغةَ موتٍ قصيرٍ يؤرجحُني

للغرامِ ملائكةٌ غسلتْ ريشَها بانخطافِ المولّعِ

لمّا تملّكهُ غزلٌ في ارتباك المروجِ

 لا أرضَ إلا اختمارُكِ

لا بحر إلا أمواجك

فارتكبي خبَباً في الضلوع 

انشري غبَشاً في المفاوزِ

أو شغَباً في دمي يا ابنةَ الأجاج 

أنتِ اشتعالُ الحروفِ بأسئلةِ الحالمينَ

لو أنّني النسيانُ، أمشي بعينيك دونَ ذاكرة 

لو أنني التذكر ، أرسل لأفراسك ألف رسالة

أسكنُ اللاوعْيَ، أو أهِبُ السرابَ حليبَهُ المنفيَّ

كي تمشِي على هُدْبَينِ من ظمأٍ

أمشي ويتْبعُني الرحيلُ

إلى صَهيلِ الملْحِ في عينَيْكِ

حيثُ تنامُ فاتحةٌ هناكَ ويرْتَخي فيها الهديل

أهفو إلى العسَلِ الجريحِ على شِفاهِكِ

كان يبْكي أقحُوانا

عاشقا مُتوثّبا لشفاعَتي

وأنا أضيئكِ حيثُ يأخُذُني السبيلُ

جَغْرفْتُ فيكِ الجمرَ

أرَّخْتُ الجنونَ وجئتُ كلِّي

غارقاً ببداوةِ المعْنَى

لخصْرٍ كلَّما مالَ الزمانُ لنايهِ 

دلَعاً يميلُ


  - طاهر -

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم