إزار رحلة بقلم الادبية غادة شاهين


 إزار. رحلة 


قد يكون إزار نصي طويل 

لكنه اختصر رحلة نسيج وغزل مرت بمراحل 

الضوء والغسق

أشرق كوكبي في مواكب الدجى ماذنبي 

وأنا وليدة في لفة بيضاء لا تسعني 

منذ كنت فاصلة على سطر الحياة

تقزمت الدنيا وتضخمت روحي لا يسعها صدري وكأنها في مستنقع من الفراغ المحتشد بالضيق 

أقفز من بقعة لبقعة كما ضفدعة فقدت بيوضها وأجهدها البحث..

أغتسل بالنور ويعفرني الظلام اكتسي بالنهار ويظللني الديجور وهكذا....

  لا بد أنها كانت عملية بسترة 

ليجمد صلبي الهش  وقلبي التي يشبه رقاقة (الكولاج)  وعقلي الذي يصدق أساطيرهم وخرافاتهم ..فينتهي عن إلإيمان بآبائنا والسير مع القطيع

كان لابد أن يملأ ذاك الفراغ ذاك الغبي 

ما كنت أعلم ذلك اتضح لي بعد التعثر به

 أن ذكائي كان ينقصه غباء ليكتمل

كأن راحتي وسلامي ينقصهما عذاب وحروب

لأشعر بالسعادة....

لكن كان لابد أن أعلم من وقت أقصر أن الغباء ليس له علاج بدليل أنه بقى كذلك افتراضا أنه كذلك 

حتى لو توحد معي ..

كان لابد أن أضع طرف ثوبي بفم الرحيل وأسافر نحوي ....لا يجدي العناد والتعصب لفكرة ضحلة 

أنت تسعى ٱليها وهي تسير عكس الإتجاه

عليك تغيير المسار ...

لكني أطلقت جناحي حيث تأخذني الريح فأنا بت أثق أني أصبحت كالماء أتمثل كل ما يحيط بي

أتكيف مع أي شيء ولا أثق إلا بنفسي

أصبحت كالنار أحرق من يمد أصابعه للعبث باحتراقي أو من يحاول كتم صوت الأزيز وسرقة أحطابي...

تعلمت أنه لا يمكن أن نبقى  بشكل واحد لا نتغير ونتلافى ثنائية الكون،  فالواحد فقط هو (الله )

تعلمت أن هنا على الأرض نصف لا يليق بي حتى هذه اللحظة ... فأهملت اللحظات وقررت الإكتمال بنفسي...وان أتخلى عن فكرة الأنصاف

تعلمت أن إماطة الأذى عن قلبي صدقة 

والتبسم بوجهي أيضا صدقة كما الغير

أن المرآة جميلة حين تعكس روحي، ووجهي دليل عليها....

أن لا أخلع جلباب أحزاني عند كل إنصات 

فليس كل الآذان محارم 

تعلمت أن احتراقك بالخيانة جائز 

 لكن السكوت عليها واجب لأنها بالتأكيد ستجعل صاحبها رماد ....

أني كلما أمطرت سيشرب التراب كل المطر وستبقى غيمتي عطشى ....

وأنه لابد أن تستسقي الأرض السماء حتى تتعلم فكرة العطاء 

أن أبواب الجنة كلها مغلقة إلى أن تتجرأ وتضع المفتاح في ثغر الغيب وتتجاوز الصبار إلى أن تصلها...

وأننا كثيراً ما نظن أننا بالجنة حتى نخرج منها ونكتشف أنها كانت منتقبة بها 

و أن العكس أيضاً صحيح

وتعلمت أن النور لن يتسلل إلى غرف قلبك  إلا إذا كشفت بعض الستار عن نوافذ أفكارك السوداء حتى تعجبك فكرة النور وتزيل جميع الستائر فتنعم بالسلام

لم أخسر شيئاً حين قطعت مسافات من الدموع 

وسرت على شوك الوقت حافية من عمري ...

وأنا التى عقدت صفقة مع العمر أن يلدني مجدداً ....

وأفني شبابي في بِره..

أن يكوي تجاعيد الصبر ويصبغ شيب الأماني 

وأنا أدلله بطفولتي وأنثاي المشمسة  ...اللتين تحول دون زحف الأبيض إلى ذؤابة أعوامه وشعر سنينه...وتغذيانه بالحركة والحيوية حتى الخلود الأخير.......


غادة شاهين

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم