السبات بقلم الشاعر المتألق محمد موفق العبيدي


 السبات


أتيتُ من التيه

أبحث عن صدى

ملفوفاً بأوراق جرائد

قتلته أرصفة صماء

قتلتْ الصوت الذي وصل قبله

الناس تقفز من فوق الجثة

لا أحد يسأل عن من تحت الجرائد

المهزومون يتجنبون الإجابات

مدينة ترفض أبنائها

و أبناء يبحثون بين أرصفتها عن مكان

الصدى هرب من سجن المدينة

يبحث عن أبيه

لم يعرف أن الأشجار المثمرة تعدم

على أسيجة البستان

و الورد يُقتل تحت حادلة الطريق

جرائد المدينة لأعلانات غسيل الأموال

و صدقات الفقراء تذهب لجيب إمام الجامع

يصرفها على أرامل الحي

اللواتي يحضرن دروس منتصف الليل

حاكم المدينة تحكمه زوجة منتفخة

تسرق من جيبه عندما يحضره الحراس ثملاً تملؤه اللثمات

هي لا تبالي بأحمر الشفاه

المهم عندها خضرة الأوراق

الأسلاك الشائكة هجرت الأعمدة

 ذهبت إلى جيوب الأثرياء

لا أحد يدري من أي أبواب المدينة رحلت

منافقوا المدينة يباركون للحاكم هزيمة الأسلاك

الشرفاء مطلوبون على شاشات الاخبار

و الفاسدون يمولون شاشات الاخبار

الصدى لايزال ممداً على الرصيف

دمه النازف يلاحق القتلة

عندما وصلهم سقط صدى جديد

بحثوا له عن جرائد بلا اعلان

هكذا ستظل الجرائد تغطي الصدى

حتى تستيقظ المدينة من سبات العبيد


محمد موفق العبيدي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا عازف العود… .. الشاعر والمبدع علي جابر الكريطي

يا ساقي الورد لطفا بقلم الشاعر هشام كريديح

انتي وتيني // بقلم الشاعر عبد السلام حلوم